في 2003 ، تم اسقاط دكتاتورية حزب البعث العراقي تحت حكم صدام حسين بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان بناء ديمقراطية فعالة وصحافة حرة هدفا لسلطة التحالف المؤقتة اللاحقة بقيادة الولايات المتحدة في السنوات التالية
ولكن ، وبعد مرور أكثر من 15 عاما ، مازال الشعب العراقي يعاني من عدم وجود فترة سلام حقيقية ، ويظل عمل الصحفيين حافلا بالمشكلات .
هذا الفيلم يحاول تفسير كيفية حدوث ذلك وماهية الوضع الحالي بالنسبة لصحفيي الإنترنت في العراق .
يقع العراق في الشرق الأوسط محاطا بسوريا ، تركيا ، إيران ، الكويت ، المملكة العربية السعودية والأردن.
سكان العراق 38 مليون في المجموع 75% منهم عرب ، 15% أكراد وال10% الباقية تنتمي إلي أقليات أخرى.
جميع سكان العراق تقريبا ينتمون الي الدين الإسلامي : 60% منهم من الشيعة الذين يعيشون بشكل خاص في الجنوب الشرقي من البلاد ، بينما 37% ينتمون الي المذهب السني ، منهم حوالي 20% من العرب و 15 الي 17% من الأكراد.
يعيش العرب السنة في الشمال الغربي من البلاد ويعيش السنة الأكراد في منطقة الحكم الذاتي الكردية .
في زمن دكتاتورية صدام حسين ، لم يكن ممكنا تكوين حرية رأي في العراق.
كل من كان يتحدث ضد النظام كان يتم اسكاته ، وكان الإعلام يتكون من جهاز دعاية تحت سيطرة الدولة فقط .
كان الصحفيون يتم اضطهادهم ، كما أن البث الفضائي للمنازل الخاصة وكذلك تداول أخبار ذات محتوى دولي كانت ممنوعة بشكل قاطع.
كان الهدف هو عزل العراق عن بقية العالم بدون أية معلومات قادمة اليه أو خارجة منه.
ثم ، في 2003 ، قام التحالف تحت قيادة الولايات المتحدة بالإطاحة بنظام صدام حسين.
وبعد سقوط حزب البعث بفترة قصيرة ، تم تعليق سيطرة الحكومة علي الإذاعة الجديدة ومحطات التليفزيون وتم تأسيس الصحف بسرعة متناهية ، مما أدى إلي طوفان من المعلومات.
وهكذا ، كيف يمكن وصف الوضع الحالي للصحفيين العراقيين؟ ” دعني أقول أن صحافة الإنترنت في العراق تتعلق بثلاث ظواهر وهي ، أولا تناقص في شعبية الصحافة المطبوعة.
ثانيا ، استقطاب البث الإعلامي وثالثا صعود مجموعة من المحللين العراقيين المعروفين ذوى الشعبية وهم أيضا من صحفيي الإنترنت .
” ورغم أن الإنترنت تم اغلاقه بشكل متكرر بواسطة الحكومة في مناطق بالعراق في السنوات الأخيرة ، إلا أن أعداد مستخدمي الإنترنت في ازدياد في البلاد.
الجدير بالذكر أنه في حين أن 9.
2% فقط من العراقيين كانوا يستخدمون الإنترنت في 2013 ، إلا أن 49% أصبحوا علي اتصال بالإنترنت في 2017.
مع ازدياد الاستخدام ، يوجد أيضا فرص اضافية لصحافة الإنترنت.
“بالطبع صحافة الإنترنت أسرع من أية صحافة أخري كما هو الحال في مناطق أخرى من العالم.
ليس هذا شيء خاص بالعراق ولكني أقول ربما يكون ، بالنسبة للعراقيين ،أكثر أهمية أن تحصل علي الأخبار العاجلة بشكل سريع فعلا لأنك تعتمد أكثر علي أخبار الأحداث الجارية ربما أكثر مما يفعل أناس آخرون مثل ألمانيا وأوروبا .
صحافة الإنترنت أيضا ، بالنسبة للصحفي ، بمثابة ميزة اضافية أنك ، كصحفي ، ليس من السهل تعقبك “.
وبرغم أن كثيرين يقدرون الإنترنت ، خاصة بسبب اغفال الأسماء ، فإن المشكلات والمخاطر بالنسبة للصحفيين وكذلك لصحفيي الآنترنت لا يمكن تجاهلها.
يفيد مراسلون بلا حدود أنه من المرجح اذا قام أحدهم بالبحث في الاختلاس أو الفساد فسوف يتعرض لتهديدات خطيرة .
يشغل العراق المرتبة 156 من 180 دولة في ترتيب حرية الصحافة في 2019 .
إذا ماهي بالضبط مشكلات صحفيي الإنترنت ، وكيف تتعامل معهم الحكومة ؟ “أستطيع أن أقول أن المشكلة الأهم بالنسبة للصحفينن العراقيين بصفة عامة ، ومعهم صحفيو الإنترنت ، بالطبع ، هي ثقافة الحصانة في العراق وهو ما يعني أن الجرائم لا يتم التحقيق فيها ، ولا يتم اثبات تلك الجرائم.
مرجع ذلك في الأصل مشكلة أخرى وهي محدودية حكم القضاء في العراق وهشاشة الدولة.
المشكلة الأخرى أن الحكومة تحاول أيضا أن تسكت أصوات النقد.
كان ذلك في شدة القسوة خلال حكم رئيس الوزراء نورى المالكي لكن الحكومات لا تنطلق لتطلق النار علي الصحفيين أو تحرق الاستوديوهات – إنهم يستخدمون وسائل قانونية .
هكذا ما قاموا به بالفعل أنهم كانوا يرفعون قضية ضد الصحفي أو منصة الإعلام بادعاء أنهم لم يسددوا الضرائب بشكل صحيح أو لم يسددوا الرسوم أو ربما كانوا قد خالفوا بعض القوانين.
أريد أن أضيف ، حقيقة ، أن ظروف عمل الصحفيين في العراق تكاد تكون كارثية.
وهو أحيانا ما يجعل من الصحفيين فريسة سهلة للفساد .
” الصحافة العراقية تواجه التعددية.
كل من المجموعات العراقية المختلفة العرق أو الدين كل منها مرتبط بالمنصات الإعلامية الخاصة به وهي ممثلة بشكل جيد في عالم الإعلام العراقي.
إلا أن هذه التعددية تستدعي خطرا معينا .
“تنشأ المشكلة بالاستقطاب.
ما يحدث هو عندما تتصاعد أزمة أو حالة توتر سياسي يقوم هذا الإعلام بالتصعيد جنبا إلي جنب.
تلك هي مشكلة حقيقية لأنها تؤجج النزاع وهو ما فعلته بوضوح.
لكن الخبراء الذين تحدثت معهم قالوا أيضا أن خطاب الكراهية والعنصرية العرقية الطائفية في الإعلام قد انتقلت إلي الإنترنت .
” كثير من الصحفيين يتمنون أن عملية الاستقطاب في النزاعات بين المجموعات المختلفة في العراق يتم التغلب عليها .
بالرغم من فشل بناء دولة عراقية ديمقراطية بالمعني الغربي ، في الوقت الحالي , إلا أن إعلام الإنترنت بصفة خاصة يعتبر مكونا أساسيا في طريق العراق إلي الديمقراطية .