الاعلام البديل في تظاهرات العراق
:المعلق
بعد تشكيل الحكومة العراقية عقب انتخابات 2018 والتي استغرق اكتمال تشكيلها قرابة العام انطلقت في اليوم الأول من تشرين الأول من العام 2019 تظاهرات هي الأكبر من نوعها في العراق منذ سنوات
جاءت احتجاجا على قلة الخدمات وانتهاك لحقوق الانسان وتضيق حرية التعبير والرأي فضلا عن الفساد المستشري في بعض مؤسسات الدولة، وهو ما أقلق السلطات الحكومية في العراق والتي واجهتها بإجراءات عدة كان أبرزها منع الصحفيين والقنوات الفضائية من التغطية الإعلامية لأخبار التظاهرات، الأمر الذي ولدت على إثره كيانات إعلامية من داخل ساحات التظاهر نفسها
:سجاد عدنان سلمان/ مؤسس جريدة في ساحة التظاهرات
تحولنا من متظاهرين الى متظاهر إعلامي وبعدها نشأت فكرة الصحيفة كوننا صحفيين لم ناخذ حقنا في ممارسة العمل الإعلامي من كتابة وعلاقات عامة وكيفية تأسيس علاقات بين المؤسسات الإعلامية. فتم الاتفاق على انشاء صحيفة كان الدعم المادي من الطلبة والطالبات المتواجدين في نفس الفريق وكل يوم سبت كنا نصدر عدد جديد وفي يوم الخميس او الجمعة كنا نجمع من كل فرد مبلغ مالي صغير حتى نتمكن من طباعة الصحيفة
:المعلق
ظهر لاول مرة في العراق إعلام بديل بامكانات وجهود بسيطة لفتت انظار العديد من المؤسسات الاعلامية والمهتمين بشأن هذه التظاهرات. تمثل هذا الإعلام في اصدار عدة صحف ورقية مطبوعة فضلا عن اذاعة محلية قام بادارتها والعمل عليها مجموعة من المتظاهرين فكانت هذه الوسائل بمثابة الرأي الحقيقي المعبر عن صوت المحتجين وقد تناولت العديد من الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي ماتنشره هذه الجرائد والاذاعة من اخبار وبيانات
:اميرة/ صحفية
محطة او فضائية صدى التحرير تأسست بعد بدأ التظاهرات بأربعة او خمسة اشهر، اسسها مجموعة من الشباب الداعمين للحركة الاحتجاجية، وتم تأسيسها خارج العراق، لكن عملها كان ميداني بحت دون وجود استوديوهات داخلية وانما التصوير كان يعتمد على اماكن الاحتجاجات وهي محيط ساحة التحرير وكل المناطق المفصلية المحيطة بمنطقة الاحتجاج او ساحة الاحتجاج
:المعلق
تعرض صحافيون عراقيون كثر للقتل والاختطاف بسبب تغطيتهم الاحتجاجات ولم يتسن أحصاء عددهم ولكن في أخر مؤشر اصدرته لجنة حماية الصحفيين الامريكية كان العراق يحتل المرتبة الثالثة بين أسوأ دول العالم وفق نتائج المؤشر العالمي “للأفلات من العقاب” على الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين للعام 2020 حيث جاء ترتيبه بعد الصومال وسوريا. فحصيلة شهري تشرين الاول والثاني من عام 2019 تظهر تعرض (100) صحفي للاعتداء والضرب من بينهم (3) تم قتلهم، مع تحجيم ومهاجمة المؤسسات الإعلامية بسبب تغطيتهم المستمرة للاحتجاجات فتم غلق (8) فضائيات و(4) اذاعات وانذار (5) فضائيات تحت ذريعة مخالفة السلوك المهني
:NRT حسن نبيل/ مراسل قناة
الكل كان يلاحق الصحفي أثناء تغطيتة للتظاهرات وخاصة عندما تكون هناك عمليات اطلاق نار او ربما قنابل الغاز المسيل للدموع، الكثير من هذه المشاكل التي كانت تحصل اثناء الاحداث في التظاهرات ويتجه الصحفي لتغطيتها يواجه الكثير من الصعوبات
وعندما يقوم الصحفي بتوثيق المادة الصحفية بشكل تام ومهني ايضا تكون هنالك مضايقات أثناء عملية الخروج او ربما يتعرض الى الطعن بالسكاكين من قبل ميليشيات مجهولة التواجد في ساحات التظاهر وهي تابعة بشكل مبطن الى احزاب تنتمي الى السلطة
:المعلق
وبالمجمل فقد استهدفت حوالي (14) وسيلة إعلامية في المحافظات التي شهدت تظاهرات منذ اليوم الأول لها، حيث تنوعت الاستهدافات بين NRTاقتحام وتدمير لمقرات القنوات كما حدث مع قنوات دجلة و
عربية والحدث، وبين اعتقال كما حدث مع قناة الرشيد التي اعتقل مراسلها أرشد الحاكم في ساحة الطيران مع زميله أحمد الركابي وعلي فاضل، حتى وصل الأمر الى التصفية الجسدية التي تعرض لها الصحفي أمجد الدهامات في محافظة ميسان
:NRT حسن نبيل/ مراسل قناة
مورست الكثير من المضايقات بحق الصحفيين وايضا كان هنالك في اغلب الاحيان منع بشكل تام. اعتمدنا على اسلوب مغاير بنقل التظاهرات ومن الممكن نحن كصحفيين ان نتخفى بطرق معينة نغير ملابسنا والدخول لتوثيق الاحداث عن طريق اجهزة الهاتف الشخصية
:المعلق
أما الاختطاف فكان من وسائل الضغط على المتظاهرين حيث كان الصحفي محمد الشمري من أبرز الصحفيين المختطفين، وهو حال وصل بالعراق الى المرتبة 156 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة
:محمد طه / متظاهر
حجم التغطية الاعلامية كان على غير ما اراده المتظاهرون ولا كان بالمستوى المطلوب. فكما نعرف ان التظاهرات كانت تتنامى يوما بعد يوم في العاصمة بغداد وفي بقية المحافظات الاخرى. كانت هناك بعض المحاولات من قبل بعض القنوات الفضائية لكن على الرغم من قلتها لكنها بدات تواجه عقبات كبيرة سواء امنية او قانونية او ملاحقات من قبل جهات خارجة عن القانون الى اخره. لكن في النتيجة يوم بعد يوم بدأ العمل يتطور واصبحت ساحة التحرير وساحات الاعتصام والتظاهرات انعكاس ومرآة اعلامية حقيقة لما يحدث داخل التظاهرات
:المعلق
وقد اتخذ المتظاهرون ايضا الرسم على الجدران وسيلة اضافية للتعبير عن احتجاجاتهم وعن مطالبيهم فامتلأت جدران ساحة التحرير وشوارعها بالرسوم المعبرة، التي ميزت حرفية من رسمها، فضلا عن الأغاني الوطنية او الحماسية التي كانت تُبث في محطة التلفزيون التي أسسها المتظاهرين
:محمد طه/ متظاهر
في بداية دخولنا الى ساحات التظاهر حدثت مشاهد تقشعر لها الابدان مشاهد الملصقات التعبيرية والشعارات التي كتبت على الجدران والمعلقة مثل البوسترات والفلكسات والصور داخل ساحات التظاهر هذه جميعها اكيد تؤثر وتزيد الدافع والطموح بالخروج. انت خرجت من اجل هدف لكن هذا الهدف يحتاج الى تحفيز بين فترة واخرى فبالتأكيد هذه الكلمات التي كانت مختارة من قبل اشخاص مختصين كلمات تؤثر ومثل مايقولون العراقيون باللهجة العامية (تقع على الجرح)
:المعلق
يبدو ان الحاجة أم الاختراع ففي وقت قياسي شهدت الساحة العراقية ولادة جيل بدأ يصدر وينشر الاخبار بأقل التكاليف لايصال ماكان يدور بشكل يوميا وهو ما يؤشر الى قدرة هذه المجاميع على مواكبة التطور من جهة والحرص على نقل الحدث دون تضخيم وتزيفا للحقائق من جهة أخرى