مصر
المرأة في الصحافة المصرية
منذ تولي الرئيس السيسي في 2014 ، تدهورت حرية الصحافة في مصر باستحداث السياسات الجديدة للإعلام ، وذلك بحسب مراسلين بلا حدود. أحد أسباب هذا التدهور هو تجميع ملكيات الإعلام تحت سيطرة الحكومة والجيش. يواجه الصحفيون في مصر مختلف أشكال القمع ، حتي الاعتقال. بدأت المرأة في العمل في الصحافة في مصر في منتصف عشرينيات القرن العشرين ، وكانت معظم هؤلاء النساء مشاركات في حركة المطالبة بحقوق المرأة. إن عدد النساء العاملات في الصحافة في ازدياد . الوضع العام للمرأة في المجتمع المصري يتميز بعدم التكافؤ : 93% من النساء المصريات كن ضحايا للعنف الجنسي ، وذلك حسب دراسة للأمم المتحدة. وللتعمق في الروتين اليومي للصحافة بالنسبة للصحفيات النساء ، تمت مقابلة اثنين من الخبراء بخصوص روتينهم اليومي في العمل الصحفي. انصب التركيز في الأسئلة علي احتمال التمييز بناء علي القوانين ، و التحرش من جانب الزملاء والظروف الضاغطة. ما هي العقبات التي تواجههن مقارنة بالزملاء الرجال ؟.
سارة المغربي ، باحثة ومحاضرة في جامعة القاهرة
عندما تذهبين ببساطة وتتقدمين للعمل كصحفية بعد تخرجك يكون لديك آمال كبيرة وتظنين أن العالم يفتح لك ذراعيه وأن كل شيء سهل المنال ، لكن عندها تكتشفين أن هناك عقبات تواجهك فقط لأنك امرأة ، ذلك أن أول شيء يسألك عنه رئيس التحرير يكون : ” هل تعتزمين أو لديك بالفعل مسؤليات عائلية ؟ لأنه في هذه الحالة سوف أفضل تعيين رجل بدلا منك .” وهنا يطرأ سؤال : “حسنا ، إنك لا تسأل الرجال هذه الأسئلة ، فلماذا تسألني أنا هذه الأسئلة ؟” د. إيناس
أبو يوسف ، عميدة كلية الإعلام في جامعة الأهرام الكندية ، القاهرة
قبل أن أبدأ عملي الأكاديمي كنت في مؤسسة الأهرام (دار نشر كبيرة ) كنت أعمل هناك كمتدربة . ومن سوء الحظ أنهم قالوا أنهم لا يمكنهم تعييني لأنني امرأة وهم غير مستعدين لإلحاق سيدات كثيرات في صالة التحرير الخارجي لأن التحرير الخارجي يتطلب نوبات عمل ليلية متأخرة ولذلك يفضلون الزملاء الرجال علي النساء . ما هي حصة المرأة من العمل الإعلامي ؟
د. سارة المغربي ، باحثة ومحاضرة في جامعة القاهرة.
في الأدوار القيادية ، فإن المرأة قطعا ليست ممثلة بشكل جيد. أقول أن هناك ربما واحدة أو إثنتين علي الأكثر من رؤساء التحرير النساء في الصحف المصرية ودعني أقول لك أن رؤساء التحرير النساء هن رؤساء اصدارات تختص بالمرأة. لكن إذا كان الأمر متعلقا بالصحف السياسية أو العامة الحكومية فبالطبع ، تكون رئاسة وتكوين هذه الصحف للرجال أساسا ولم تنجح أي امرأة حتي الآن أن تصبح رئيس تحرير لواحدة من هذه الإصدارات الهائلة والتي لا تقع تحت مسمي مجلات نسائية .
د. سارة المغربي باحثة ومحاضرة في جامعة القاهرة
دعني أقول لك أنه علي الورق، نتقاضي نفس المرتبات. المشكلة هي ، من وجهة نظر رئيس التحرير ، الذي هو أساسا رجل ، فهو يفضل الرجل لتغطية المواضيع . لذا ففي النهاية ، كامرأة ، فأنت تجدين نفسك تكتبين مواضيع أقل من الرجال وطبقا لذلك ،فإنك كصحفية شابة ، تتقاضين أجرك بالقطعة ، هكذا في نهاية اليوم، تجدين نفسك تتقاضين أقل من الرجل ، لأنه تم تفضيله بعدد أكبر من تغطيات المواضيع . وهكذا فأنت مصنفة علي أنك غير مؤهلة أو غير قادرة علي اجادة العمل مثل الرجل. لكن في الواقع والحياة الحقيقية ، هناك نوع من التمييز.
د. إيناس أبو يوسف ، عميدة كلية الإعلام في جامعة الأهرام الكندية بالقاهرة
نحن نتقاضي نفس المرتبات مثل زملائنا الرجال ، لكن عندما تتحدث عن القوانين واللوائح ، يتمتع الرجال ببعض المزايا الضريبية . فيتم اعفاؤهم من بعض الضرائب في حالة زواجهم أما نحن ، فلا ، حتي ولو كنا متزوجات. هذا لأن لدينا ثقافة أن الرجل هوالمسؤول الأوحد عن الأسرة . كيف ترين عملك اليومي مع الرؤساء والزملاء من الرجال ؟
د.إيناس أبو يوسف ، عميدة كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية بالقاهرة
كنت رئيسا لمركز دراسات المرأة والإعلام ، وكان لدينا العديد من الصحفيات اللاتي كن يعانين ، وبخاصة في اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى (الإذاعة الوطنية )، كن يعانين من تحرش الزملاء من الرجال وبالتحديد الرؤساء الرجال .
د. سارة المغربي ، باحثة ومحاضرة في جامعة القاهرة
أيضا كثير من رؤساء التحرير كانوا يقولون : “حسنا ، انها مهمة خطيرة بالنسبة لك ، أنت امرأة ، لا تذهبي ، لا تقومي بهذه التغطية ، شكرا ، لدينا أفراد آخرون وهؤلاء الأفراد رجال . هكذا أقل خطورة بالنسبة لك .” وهذا نوع من الخطاب يقول لك : لست مؤهلة جيدا للقيام بتغطية هذا الموضوع .” وهكذا ففي الأساس كل تلك المواضيع المشوقة تم تغطيتها بواسطة الرجال وهو ما يؤكد أفضلية الرجال حين يتعلق الأمر بالترقيات ، وحين يتعلق الأمر ربما بفرصة وظيفة أفضل . كيف يبدو المستقبل ؟
د. إيناس أبو يوسف ، عميدة كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية بالقاهرة
إذا كنت تتحدث عن المساواة بين الجنسين ، أعتقد أن المستقبل سوف يبحث أكثر في المؤهلات وليس في الجنس كما هو حاليا. أعتقد أن المناخ العام في حاجة للتغيير – حتي يتحسن المستقبل – أو نوع من النظرة المتفحصة فيما يخص مستقبل الإعلام المصرى عند هذه النقطة. وكما يقول الخبراء ، إن نظام المجتمع في مصر هو نظام أبوى ، وهو ما يتضح جليا في مضمار الصحافة ، من عدم توافر وقت للتدريب بسبب مسؤولية المرأة عن رعاية الأسرة. بالإضافة إلي أن الرجال لديهم ميزات ضريبية في بعض الأحيان ويتمتعون بسمعة أفضل بصفة عامة تمكنهم من الحصول علي وظائف قيادية في مجال عملهم. بالنسبة للمرأة في مصر ، هناك ذلك “السقف الزجاجي ” الذي يكبح المرأة عن الوصول الي الوظائف القيادية، وبخاصة مناصب الإدارة العليا في شركات الإعلام . المشكلات في مجال الصحافة في العموم تعود إلي الضغوط السياسية علي محتويات معينة والرقابة علي الإعلام عن طريق الحكومة والجيش. حاليا تتزايد أعداد المؤسسات ومنظمات العمل المدني الناشئة ، والتي تدعم المرأة ومسيرتها المهنية في الصحافة وتكافح من أجل فرص عمل منطقية.