INTRODUCTION
من نحن هذه الدورة ستعطيكم مقدمة حول النظام الإعلامي في ألمانيا. وهي جزء من سلسلة محاضرات عبر الانترنت حول النظم الإعلامية في العالم العربي وفي أوروبا. ويتم انتاجها من قبل معاهد دراسات الإعلام في الدول المشتركة،
تحت رعاية الجمعية العربية الأوروبية لباحثي الإعلام.
المعهد لقد تم إنتاج هذا الجزء حول النظام الإعلامي الألماني من قبل معهد دراسات الإعلام والإتصال في جامعة برلين الحرة. يضم معهد دراسات الإعلام والاتصال تسعة محاضرين بدرجة بدرجة بروفيسور، وأكثر من ١٠٠٠ طالب للقب الأول، الثاني والدكتوراة،
ويعتبر من أكبر المعاهد في ألمانيا،
وبالتالي لديه الخبرة الكافية لإطلاعكم على النظام الإعلامي الألماني.
أسئلة الطلاب
هل لديك أسئلة حول النظام الإعلامي في ألمانيا؟
هل جمهور التلفزيون كبير مقارنة بالصحف والراديو والمواقع الالكترونية؟
لدي سؤال قصير حول حرية الصحافة. كيف يتم حمايتها ؟
لدي سؤال حول الملكية الأجنبية.اعتقد أنه بعد سقوط الجدار حصلت تغييرات في الملكية الأجنبية لوسائل الإعلام الألمانية.
إذا كان هذا صحيحا، من هم اللاعبون والمالكون الأساسيون؟
نأمل أن ننجح في الإجابة على بعض هذه الأسئلة
وكذلك على أسئلتكم أنتم من خلال هذه المحاضرة.
أولا، سنقدّم لمحة تاريخية
ثانيا، سنقدّم معلومات عامة حول المجتمع الألماني والتحديات التي يواجهها حاليا
ثالثا، سنقدم لمحة حول المبنى العام للنظام الإعلامي
رابعا، سنطلعكم على الإطار السياسي والقانوني لوسائل الإعلام
خامسا، السياق الاقتصادي، يشمل شرحا حول الملكية
سادسا، سنقدّم لكم معلومات حول وضع الصحافة
أخيرا، سنحدثكم حول البنى التحتية الرقمية واستخدام الانترنت في ألمانيا
يمكنكم الحصول على معلومات إضافية
ومشاهدة محاضرات حول الدول الأخرى
على موقعنا الالكتروني www.areacore.org
دعونا نبدأ الآن!
MEDIA HISTORY
لكي نفهم النظام الأعلامي في ألمانيا يجب أن نتعرّف على تاريخه الكثير من مميزات هذا النظام هو نتاج تاريخ البلاد هذا التاريخ يبدأ حتى قبل تأسيس الدولة القومية في ألمانيا كان أول حدث هام هو اختراع الصحف المطبوعة من خلال الرسائل المنقولة.
فحوالي العام ١٤٥٠ طوّر يوهانس غوتنبرغ آلة لطباعة الكتب المقدسة بكميات كبيرة، ما اتاحها للمزيد من الناس.
في العام ١٦٠٩ تم اصدار أول صحيفة دورية “أفيزو لكن استغرق الوقت حوالي مئتي عام ليتم تطوير الإصدارات الصحفية في ألمانيا.
وكان من الضروري حصول المزيد من التطور التكنولوجي، في القرن التاسع عشر، بدأ عدد الصحف اليومية بالتزايد،
وكانت غالبها “صحف الرأي” أو “صحف حزبية حيث كانت غالبية وسائل الإعلام مرتبطة بأحزاب أو فصائل سياسية،
وتوزعت بين المحافظة، اللبرالية أو الاشتراكية وفي ذلك الوقت ظهر، وفق هابرماس، حيز عام برجوازي،
نسميه اليوم “استقطاب تعددي كل صحيفة منحازة لكن بالمجمل جميعها يعبر عن تعددية واسعة.
هذا الوضع استمر حتى إنشاء جمهورية فاينمار في العشرينات من القرن العشرين وفي العام ١٨١٩،عندما اصبح الإعلام حيويا وهاما،
قررت الطبقة الارستقراطية الحاكمة ممارسة الرقابة عليه ولكن في عام ١٨٤٨وبعد ثورة آذار، تم ضمان حرية الصحافة في اكثر من دستور على مستوى ألمانيا
كاختراع آلة طباعة الصحف السريعة.
عام ١٨٧١: تم توحيد الدويلات الألمانية المختلفة ضمن “امبراطورية ألمانيا” ما أدى إلى نمو الصحافة الوطنية وبدأ عدد من دور النشر بالظهور منذ ١٨٧٠
مثل دار النشر اولشتاين، فيرلاغ، شيرل وموسيه خلال الحرب العالمية الثانية ١٩١٤-٩١٨
تم مرة أخرى ممارسة الرقابة العسكرية وإلغاء حرية التعبير لكن من ناحية أخرى حصلت تطورات تكنولوجية ففي العام ١٩١٧ تم تأسيس أول شركة لانتاج الأفلام في ألمانيا
وفي العام ١٩٢٦ بدأت أول إذاعة بالبث من قبل الدويتشه فيله وفي العام ١٩٢٩ بدأ أول تلفزيون بالبث
لكن الحقبة الظلامية وصلت عندما صعد النازيون للحكم عام ١٩٣٣
وبدأت معهم مرحلة ظلامية من توظيف الإعلام والتلاعب به
تحت عنوان “غلايشالتونغ” (الصف الواحد)، كان على الإعلام التأقلم مع الفكر النازي.
خضع الإعلام للحكم المركزي وتم مصادرة شركات الإعلام والناشرين واستخدمت النازية بشكل كبير الإذاعة
وشريط الأخبار في دور السينما لنشر البروبوغاندا، الخطاب المعادي للسامية وكذلك تبرير الحرب.
وفي عام ١٩٤٥، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كان من أهم المهام تأسيس نظام إعلامي ديمقراطي وتعددي،
لمنع تكرار ما حصل أثناء النازية في المستقبل. إهتم الحلفاء بإعادة تعليم السكان الألمان، وكان على الصحف الحصول على ترخيص، التي خضعت أيضا للرقابة بعد النشر
عام ١٩٤٩- تم تقسيم ألمانيا رسميا،
وهذا أنتج نظم إعلامية مختلفة كليا.
في شرق ألمانيا- مارست جمهورية ألمانيا الديمقراطية
السيطرة الكاملة على وسائل الإعلام،
من خلال الصحافة الحزبية والرقابة،
تماما كنموذج الاتحاد السوفييتي.
كانت مهمتها الأساسية أن تمثل “صوت الطبقة العاملة”
وتوعية المواطنين ليكونوا “شخصيات اشتراكية”.
في غرب ألمانيا، تم طرح خدمة البث الفدرالية العامة،
مثل البي بي سي البريطانية،
ومنظومة صحافة تضمن أدنى مستوى من تدخل الدولة.
في حين أن منتجات الصحافة لم تستطع العبور بين الدولتين،
وصلت المحطات المتلفزة في كل من الدولتين
إلى مواطني الدولة الأخرى.
وهذا أدى إلى حرب دعاية بين الطرفين.
لكن، كان لمحطات الإذاعة والتلفزيون في برلين الغربية
جمهور واسع في برلين الشرقية.
عام ١٩٨٤- بدأ العمل بالنظام المزدوج في ألمانيا، وأصبح مسموحا إنشاء بث خاص لأول مرة.
وقد اتاح التطور التكنولوجي مثل محطات الكوابل والفضائيات أنشاء المزيد من المحطات،
كما وكان المسبب الرئيسي لهذا التزايد هو ضغوطات تحرر السوق في أوروبا خلال الثمانينات.
عام ١٩٩٠- تم توحيد ألمانيا:
قد تم دمج المنظومة الإعلامية لألمانيا الشرقية
في منظومة ألمانيا الغربية.
تم تحويل محطات الإذاعة والتلفزيون
التابعة للدولة إلى قنوان البث العام، وبيع عدد من الصحف المناطقية إلى ناشرين
وشركات إعلامية في ألمانيا الغربية.
وبينما بقي المبنى العام على ما هو،حصل انخفاض حاد في انتشار الصحف في ألمانيا الشرقية.
عام ٢٠٠٠- بدأت بالظهور ديناميكيات جديدة في خارطة الصحافة.
وأدى ظهور الصحافة الالكترونية إلى هبوط في بيع الإعلانات.
وقد أطلق على هذا التطور “موت الصحافة”،
لكن مقارنة بالولايات المتحدة،
فإن الأزمة ليست بهذه الخطورة.
ومع ذلك، فإنه يؤدي إلى تنويع أشكال وسائل الإعلام، المحتوى، التوزيع وظهور نماذج تجارية جديدة،
وأشكال تتعدى كونها وسائل إعلام، مدونات ونماذج أخرى على شبكة الانترنت.
SOCIETY AND AREA OF CONFLICT
المجتمع ومساحات الصراع
بالنسبة لزوار ألمانيا، تبدو الدولة مسالمة، آمنة ومنظمة.
في الحقيقة، نسبة الإجرام في ألمانيا منخفضة نسبيا،
ولم تحدث فيها أحداث عنف داخلية منذ الحرب العالمية الثانية.
تتمتع الأقليات الأصلانية في ألمانيا مثل
الصرب في الشرق والدانمركيين في الشمال
بحقوق حماية الثقافة والمشاركة السياسية.
ولكن لا زالت هناك نقاط خلاف في المجتمع الألماني:
لا زال هناك انقسام بين الشرق والغرب،
رغم مرور ٢٠ عاما بعد توحيد ألمانيا
خلال إعادة التوحيد، حصلت تحولات كبيرة
في جمهورية ألمانيا الإتحادية
خلال فترة زمنية قصيرة
لكن لا زال هناك حتى يومنا هذا تداعيات لهذه التغييرات.
ومن الفروقات الواضحة مثلا،
الفجوة بين الدخل في الغرب والشرق سابقا،
ولكن هناك أيضا فروقات ثقافية.
مثلا، إحدى الفروقات في استهلاك الإعلام،
يشاهد الألمان الشرقيون التلفزيون أكثر،
يفضلون القنوات الخاصة على العامة
ويقرأون بصورة أقل الصحف المنشورة على مستوى الدولة.
يمكن تفسير ذلك بأن هناك اهتمام أكثر بالترفيه
وقلة ثقة بالمؤسسات السياسية،
وذلك مقارنة بغرب ألمانيا.
إلى جانب هذا، هناك جدل دائم
حول كيفية التعاطي مع الماضي الاشتراكي
وموروثه في المشهد الإعلامي الألماني.
وهناك ما يسمى ب “التحول الديمغرافي”،
ومن غير الواضح ما هي آثاره على المدى البعيد.
معدل الولادة في ألمانيا منخفض،
وبالتالي توجه المجتمع الألماني نحو الشيخوخة بات أمرا حتميا.
وهذا يضع تحديات كبيرة أمام النظام الاجتماعي والاقتصادي،
وكذلك لديه تأثيرا على الإعلام.
لا زالت وسائل الإعلام التقليدية،
مثل التلفزيون الراديو والصحافة المطبوعة هي المهيمنة
كما وأن المحتوى الإعلامي بشكل عام،
يتلائم مع اهتمامات كبار السن.
ومن القضايا التي تمثل صراعا،
هي كيفية تمثيل الأقليات والمهاجرين في الإعلام الألماني.
الأقلية المهاجرة الكبرى في ألمانيا
هي الجالية التركية والألمان من أصل تركي.
لقد تم خلال الستينات من القرن العشرين
استقدام عشرات آلاف الأتراك
للعمل في غرب ألمانيا ك “عمال ضيوف”.
وبدأ مع قدومهم جدلا واسعا وكثيرا ما يكون فوقيا،
حول مشاكل الاندماج .
وعادة ما يربط الساسة والإعلام الألماني المشاكل القائمة بالإسلام.
وخاصة على ضوء التطورات الأخيرة
وظهور تنظيم الدولة الإسلامية، وحركة الهجرة المتنامية،
إزدادت صورة المسلمين سوءا
ويتم النظر إلى العرب والأتراك على أنهم تهديد.
رهاب الإسلام (الاسلاموفوبيا) يزداد مرة أخرى
ويتمثل في الحركات الشعبية مثل “بيغيدا”
وكذلك ممارسات إرهابية من قبل اليمين المتطرف،
كما هو الحال في ما يسمى الحركة الوطنية الاشتراكية السرية.
ولكن هناك أيضا جدلا حول ذلك في الإعلام:
رنا غوروغلو
Mediendienst Integration
للأسف غالبية التمثيل هو سلبي
ولكن هذا لا يقتصر فقط على التغطية المتعلقة بالمسلمين والإسلام،
وإنما أيضا في مواضيع أخرى،
وذلك لأن العناوين السلبية تبيع أكثر
وللاسف هذا ينطبق على مواضيع تتعلق بالمسلمين والإسلام
ولكن أنا أؤمن أيضا بأن الصحفيين
يميلون لانتاج الأفكار المسبقة
هناك صورة سلبية مهيمنة
في المجتمع للمسلمين والإسلام،
وهي جزئيا نتيجة التغطية السلبية في الإعلام،
واعتقد أنه من الصعب الخروج من هذه الدائرة
فقد حصل هذا التحول في صورتهم منذ ٩/١١
ويمكن القول بأن المسلمين هم “الأجانب” الجدد.
وحينها كان هناك العديد من التقارير
التي تربط بين “الآخرين” ومشاكل الاندماج،
التخلف، المستوى التعليمي السيئ
وفي السنوات الأخيرة يتم تطبيق هذه الصورة
مرة تلو الأخرى على المسلمين
وعادة ما تكون التقارير السلبية عن “الآخرين”
والمسلمون هم عادة “الاخرون” الذي نتحدث عنهم.
GENERAL INFORMATION ABOUT THE MEDIA SYSTEM
معلومات عامة حول النظام الإعلامي
التلفزيون هو الوسيلة الأكثر مشاهدة في ألمانيا
ومن هنا أهميته.
لا يوفر التلفزيون فقط مضامين ترفيهية،
حيث يشاهده غالبية الألمان
للحصول على التثقيف السياسي والمعلومات.
من مميزات النظام الإعلامي الألماني أنه مزدوج،
أي يجمع بين خدمة البث العام وبين محطات البث الخاص.
حتى العام ١٩٨٤، البث الخاص لم يكن مسموحا.
ولهذا كانت مهمة البث العام توفير برنامج متكامل،
يشمل الترفيه، المعلومات والتثقيف.
كان مطلوبا من المحطات توفير رزمة معلومات أساسية
وكذلك عرض وجهات نظر مختلفة.
بروفسور يان تونماخر
محاضر في دراسات الإعلام في جامعة برلين الحرة.
مبادئ البث العام الألماني
أول المبادئ الأساسية التي وضعها الآباء المؤسسون
لنظام البث العام في ألمانيا
هو منح الحرية بعيدا عن تأثير الحكومة.
الثاني، والذي يعتمد على نفس التجربة، هو اللا مركزية وتوزيع السلطات، وهذا أمر طبيعي كأساس للديمقراطية.
في كلا النظامين الشموليين، كانت هناك سيطرة مركزية على الراديو والتلفزيون من قبل الحكومة والأحزاب.
وكان الحل بالنسبة لجمهورية ألمانيا الاتحادية الحديثة،
منح السيادة الثقافية للمقاطعات، وليس لألمانيا ككل.
لقد وجدوا بأن هذا حل أفضل
ومسؤول تجاه وسائل الإعلام
تمويل هيئات البث العام للفدرالية
ثالثا، يجب أن يكون هناك تمويل حكومي للبث العام
لكن يجب أن لا يتم تحصيل هذه الأموال عن طريق ضرائب حكومية
كل بيت ملزم بدفع رسوم شهرية لتمويل البث العام
وهذا يمنح الاستقلالية أيضا
والمبدأ الرابع: التزام البث العام بتوفير برامج متنوعة
بمعنى آخر، خدمة جميع حاجات المجتمع بأفضل الطرق
ما هي ايجابيات وسلبيات نظام البث العام الألماني؟
هناك استقلالية للبث العام
استقلالية من الحكومة ومن القوى الاقتصادية
تقديم برامج ذات جودة أفضل للمعلومات
تفضيل الصحافة الاستقصائية،
التأثير على الرأي العام من خلال المعرفة والترفيه
ممارسة دور الرقابة على السلطات الاقتصادية والسياسية في ألمانيا.
ولكن هناك أيضا سلبيات كبيرة:
الضعف البنيوي في مجالس البث العام،
وهي الهيئات الإدارية التي تحدد أنظمة العمل.
تشمل هذه الهيئات ممثلين
من أطر اجتماعية ومجتمعية،
وكذلك أحزاب سياسية، والذين لهم ثقل كبير.
وبالتالي، هناك حماية من تأثير الحكومة
ولكن ليس من الأحزاب السياسية.
لدى ممثلو هذه الأحزاب هيمنة
في العديد من الهيئات الإدارية لمحطات البث.
ثانيا، تسعى الشركات الكبيرةARD و ZDF
جزئيا وراء نسب المشاهدة،
بهدف منافسة المحطات الخاصة.
والنتيجة تكون احيانا بتقليد برامج هذه المحطات،
على الأقل في جزء منها،
خاصة تلك التي تبث في وقت الذروة.
ولكن البحث عن برامج ترفيه جذابة،
ليس هو الحل لمنافسة المحطات التجارية الخاصة.
عليهم التركيز على ما يميزهم.
التلفزيون الخاص موجود في ألمانيا منذ العام ١٩٨٤
وتشكل المحطات الخاصة اليوم ٤٥٪ من القنوات.
هذا السوق يتوزع على شركتين فقط:
الأولى هي Bertelsmann
والثانية هي ProSiebenSat1 AG
منذ البداية، وجهت انتقادات كثيرة للمحطات الخاصة
بسبب قيامها بتقديم محتوى منخفض الجودة
وتركيزها على الحتوى الترفيهي.
وبشكل عام، نسبة البرامج الإخبارية والمعلوماتية
في هذه المحطات أقل بكثير من محطات البث العام،
وتركز هذه البرامج على فضائح
أكثر مما تركز على أخبار سياسية.
ولكنها ملزمة قانونيا بتقديم محتوى إخباري
إذا كانت تبث على مستوى قطري.
كما وأنه هناك تقارب متزايد
بين محتوى المحطات العامة والمحطات الخاصة.
الصحافة
تتميز ألمانيا بانتشار الصحف المناطقية.
مثلا، مواطني برلين يحبذون قراءة
الصحف التي تصدر في برلين،
ومواطني ميونيخ يحبذون قراءة تلك
التي تصدر في ميونخ وهكذا.
حتى الصحف القطرية، عادة ما تصدر ملاحق
خاصة بالمناطق المختلفة لكي تجذب القراء.
تصل الصحف اليومية المناطقية
إلى حوالي ٥٠٪ من المواطنين.
ولكن، ونتيجة لتنامي تركيز ملكية وسائل الإعلام،
تصدر في نصف مناطق الإدارة للولايات
صحيفة مناطقية واحدة فقط،
وهذا بحد ذاته إشكالي من ناحية التنوع.
أكثر الصحف اليومية انتشارا
هي الصحيفة الشعبية “بيلد”
وتمتلكها دار النشر “أكسل شبرينغر”.
وبفضل جمهورها الكبير، والذي يتعدى
ال ١٢ مليون قارئ، تعتبر “بيلد” لاعب سياسي.
وقد كان لها ضلع في اسقاط أو رفع سياسيين،
مثل ما حصل مع الرئيس كريستيان وولف.
وكما الحال مع الصحف الصفراء، عادة يتم انتقاد بيلد بسبب إهمالها للأخلاق الصحفية.
سياسيا، تحسب “بيلد” على التيار المحافظ
وتطلب من صحفييها أن يلتزموا بالتعاطف مع إسرائيل،
ودعم التحالف مع الولايات المتحدة،
والدفاع عن اقتصاد السوق الاجتماعي
الصحف القطرية والتي تقدم محتوى ذات جدوى،
ليست واسعة الانتشار،
لكنها أيضا تعتبر مؤثرة سياسيا وقائدة رأي.
العديد من الصحف مختلفة من حيث ميولها السياسية.
أهمها، صحيفة تصدر في ميونيخ
تدعى “سود دويتشه”، تعتبر ليبرالية،
وصحيفة تصدر في فرانكفورت
تدعى “الجماينة فرانكفورتر” والتي تعتبر محافظة.
توزع كل منهما حوالي ٤٠٠ الف نسخة يوميا.
أما صحيفة “تاز” والتي تصدر في برلين،
تعتبر يسارية، وتمتلكها تعاونية،
وهذا أمر فريد في مشهد الإعلام الألماني.
وهناك كذلك صحيفة “هاندلسبلات”
تصدر في دوزلدورف،
وتعتبر الصحيفة الأكبر من حيث التركيز على الاقتصاد.
كما وتعتبر المجلات السياسية مثل
“دير شبيغل”، “دير زايت” و “دير شتيرن”
صحف مؤثرة في الفضاء العام الألماني.
وهي الصحف التي شكّلت جبهة هامبورغ الليبرالية
ما بعد الحرب في ألمانيا.
وفي أوقات تراجع انتشار الصحف،
تصبح المجلات الأسبوعية أكثر شعبية
لأنها توفر مقالات تحليلية
والتي نادرا ما نجدها في الصحافة الإلكترونية.
الصحافة الالكترونية
الصحافة الالكترونية لا زالت متخلفة
عن الصحافة التقليدية من حيث مصادر المعلومات،
لكنها تحظى باهتمام متزايد.
في العام ٢٠١٣، ٦٠٪ من الألمان استخدموا الانترنت للحصول على معلومات سياسية.
أكثر المواقع التي تمت زيارتها هي
bild.de و Focus Online
و Spiegel Online و Zeit Online
ومن الواضح أن هذه المواقع
هي النسخة الالكترونية للصحف التقليدية.
ورغم أنه عادة ما تكون طواقم تحرير منفصلة،
تبقى المواقع الالكترونية للصحف
معتمدة بشكل كبير على الصحف المطبوعة
من حيث المضمون والتمويل.
لكن هناك بالمقابل أمثلة ناجحة لمواقع
تنتج بالأساس مضامين الكترونية
مثل Huffington Post و VICE
وقد أعادت مؤخرا أكسل شبرينغر
تنظيم صحيفتها Die Welt بحيث أصبحت
تنتج محتوى الكتروني يتم بيعه للقراء،
ليصبح إصدار النسخة المطبوعة أمرا ثانويا.
ومن الواضح أنه مع التظور الديجيتالي،
والنماذج المختلفة للتمويل،
ستستبدل النماذج الالكترونية الصحافة المطبوعة
لتصبح هي مصدر الأخبار الرئيسي.
MEDIA USE
استخدام الإعلام
على الرغم من انتشار الانترنت،
لا يزال التلفزيون هو الأكثر انتشارا في ألمانيا.
وفي الحقيقة فإن معدل الاستخدام
ارتفع أكثر في العام الماضي.
في عام ٢٠١٤ شاهد الألماني التلفاز
معدل ٤ ساعات يوميا
ويقع الراديو في المرتبة الثانية من حيث نسب المشاهدة، ورغم أن الراديو يفقد أهميته تدريجيا، إلا أنه لا يزال مركبا مركزيا في قائمة وسائل الإعلام التي يستهلكها الألمان.
الألمان يستمعون إلى الراديو خاصة في ساعات الصباح.
أما الصحف، فيقل استخدامها.
في العام ٢٠١٤، قضى الألمان بالمعدل ٢٣
دقيقة في قراءة الصحف المطبوعة.
لكن لا زالت الصحف مهمة،
وخاصة كمصدر للمعلومات وليس للترفيه.
هناك ارتفاع مستمر في استخدام الانترنت.
مقارنة بدول غربية أخرى يبدو أن الألمان
مترددون أكثر تجاه استخدام الانترنت.
هناك أكثر من ٢٠٪ لا يستخدمون الانترنت
بالمطلق أو نادرا
رغم أن هناك تغطية للانترنت في كل مكان.
ومن المثير للاهتمام،
أنه وبفضل تقاطع وسائل الإعلام،
ارتفع استخدام وسائل الإعلام بالمجمل،
حيث يقوم الألماني بالمعدل بقضاء ١٠ ساعات يوميا
بالاطلاع على محتوى إعلامي من مصادر مختلفة.
بروفسور مارتين ايمر
محاضر في دراسات الإعلام في جامعة برلين الحرة
من أين يمكن الحصول على معلومات
حول استخدام وسائل الإعلام في ألمانيا؟
هناك نوعان من الابحاث:
أولا، تلك التي تعتمد على “دراسة حالة”
والتي تتعامل مع مجموعات صغيرة
لإجراء بحوث استكشافية.
هذا النوع مثلا، تستخدمه الشركات التي تحاول
بلورة افكار لبرامج تلفزيونية.
وهم يستخدمون عادة المجموعات البؤرية،
المقابلات وما شابه.
وهناك أيضا أبحاث على مستوى أعلى
والتي تستخدم عادة لتقييم اسهم سوق الإعلام.
وهذا ضروري لتطوير “العملة”
من أجل بيع الإعلانات وتمويل انتاج البرامج.
وثالثا هناك البحث الاكاديمي
وهذا ما نقوم به في الجامعات.
نستخدم العديد من المناهج
للإجابة عن أسئلة علمية محددة.
MEDIA POLITICS AND PRESS FREEDOM
السياسات الإعلامية وحرية الصحافة
وفق مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام ٢٠١٥
، والذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود”،
تعتبر ألمانيا من أكثر الدول التي تضمن الحرية للصحافيين
وتقع في الموقع الثاني عشر
يضمن البند الخامس من الدستور الألماني
حرية التعبير، وحرية الصحافية كحق أساس.
ونتيجة استخلاص العبر من تجربة استغلال الإعلام
خلال الحرب العالمية الثانية، يمنع الدستور الألماني
الدولة من امتلاك وسائل إعلام أو التدخل بشؤونها.
لا توجد هناك حاجة لاستصدار رخصة
من أجل إصدار صحيفة أو أي وسيلة إعلام مطبوعة.
ببساطة، يستطيع شخص أن يصدر صحيفة
أما مهنة الصحافة فلا تتطلب أي شهادة أو مؤهلات،
بمعنى آخر، يستطيع أي شخص أن يصبح صحفيا.
لكن هناك أيضا حدود لحرية الصحافة.
البند الخامس من الدستور يحمي الحقوق الفردية
أو سلامة الشباب وفق القوانين الجنائية والمدنية.
وعندما تتعارض مصلحة الفرد مع الحقوق الأساس
يجب تسوية الأمر في المحاكم.
عادة ما تحمي المحاكم الألمانية حرية الصحافة،
وخصوصا فيما يتعلق بالصحافة الساخرة
وحرية التعبير عن الرأي.
للصحافة الألمانية مؤسسة مستقلة تدعى “بريسيرات”،
وهي تتلقى شكاوي الجمهور حول التغطية الصحفية.
ولكن، لا توجد سلطة حقيقية لهذه المؤسسة
ولا يمكنها أن تعاقب أحد،
ويقتصر دورها على الحفاظ على الأخلاقيات الصحفية.
أما جودة الصحافة فيحددها السوق والمنافسة،
وهذا يشكل خطرا بأن تتبع الصحافة مصالح السوق.
أما البث فهو شأن آخر
لأنه يتطلب رأسمال وجهد كبيرين
ولأن الترددات محدودة،
إنشاء محطة بث يحتاج إلى ترخيص من الدولة،
وهناك جسم خاص لذلك يدعى “Landesmedienanstalt”
موجود في كل ولاية من ولايات ألمانيا.
يتوجب على هذه الأجسام أن تضمن مستوى
من التعددية الداخلية في محتوى كل قناة.
يتوجب على القنوات الخاصة أن تقدم آراء متنوعة
وأن تحترم الكرامة الإنسانية.
وعلى كل برنامج أن يخصص بعض الوقت للأخبار
وإذا لم تقم القنوات بالالتزام بالشروط،
فهي تخاطر بعدم تجديد رخصتها.
يمكن أيضا رفض منح الترخيص
في حال ملكت الشركة أكثر من ٣٠٪ من اسهم القناة
أو في حال وصل مجمل استثمارها
في سوق وسائل الإعلام، يشمل البث والمطبوعة،
ما يمنحها السيطرة على الحيز الإعلامي الألماني.
مثلا، في العام ٢٠٠٥، تم منع دار النشر شبرينغر
من امتلاك ثاني أكبر شركة بث خاصة
وهي ProSiebenSat1 AG
ورغم أن الإطار القانوني للصحافة في ألمانيا
يعتبر ودودا وجيدا، إلا أن ذلك لا يعني
أن وضع الصحفيين في ألمانيا مثالي.
منظمة مراسلون بلا حدود، تنتقد الكثير
من المشاكل في ألمانيا، منها مثلا،
المراقبة والبيروقراطية التي تشكل عائقا
أمام الحصول على معلومات رسمية.
MEDIA SYSTEM AND PUBLIC BROADCASTING
يعتبر اقتصاد ألمانيا رابع أكبر اقتصاد في العالم،
حيث يصل معدل إجمالي الناتج المحلي للفرد
أكثر من ٤٥٠٠٠ دولار في السنة.
ومع قدرة شرائية كبيرة كهذه، من الطبيعي أن يكون
غالبية دخل وسائل الإعلام الخاصة من الإعلانات.
ويعتبر دخل القنوات والصحف من الإعلانات الأكبر.
تعتمد القنوات الخاصة بشكل شبه كامل على الإعلانات،
وبالتالي تهتم بنسب المشاهدة أكثر من أي شيء آخر.
وهذا يخلق جدلا دائما حول الجودة والأخلاق في برامج التلفزيون في القنوات الخاصة.
أما دخل الصحف من الإعلانات
فيشكل ٤٠٪ من مجمل مدخولها
بينما يتم الحصول على ٦٠٪ من الاشتراكات وبيع النسخ.
رغم أن اعتماد الصحف على الإعلانات هو قليل نسبيا
مقارنة بالقنوات الخاصة، لكن نظرا لأن وظيفة
الصحافة المعيارية هي نشر المعلومات للمواطن،
تبقى هذه العلاقة إشكالية
وبما أن الارباح تزيد كلما ارتفع التوزيع،
بينما تبقى تكاليف الانتاج كما هي،
يتجه النظام المالي المعتمد على الإعلانات
نحو تركيز ملكية وسائل الإعلام والاحتكار.
وهناك أيضا مشكلة تأثير مشتري الإعلانات
على مضمون الصحيفة
في ظل هذه الضغوطات المادية،
يطمس العديد من الصحفيين الحدود بين الإعلانات والمقالات،
أو يقومون بنشر مقال معين،
فقط لملائمته مع إعلان، وإرضاء الزبون.
يتجنب البث العام هذه المشاكل،
من خلال تغطية ميزانيته من الضرائب
التي يدفعها كل مواطن ألماني.
يدفع كل مواطن حوالي ١٨ يورو شهريا،
ومن هذه المبالغ يتم تمويل محطات البث العام
مثل ARD, Deutschlandradio, Arte
تختلف قيمة الضريبة من ولاية فدرالية إلى أخرى،
بحيث تقررها لجنة يتم تعيينها من قبل رؤساء الحكومات.
وعادة ما يكون هذا المبلغ عرضة للجدل الدائم
والمداولات القضائية.
تشكل هذه الضرائب غالبية الميزانية
التي تصل إلى٩.١ مليارد يورو،
والتي تعتبر أعلى ميزانية لوسائل إعلام
غير تجارية على مستوى العالم.
وهي تضمن الأمان الاقتصادي لخدمة البث العام.
يسمح لمحطات البث العام، أن تبث إعلانات تجارية
فقط في مناسبات خاصة مثل ألعاب كرة القدم،
أو في أوقات معينة خلال اليوم.
توزيع المنتجات الإعلامية المطبوعة أخذ في الهبوط،
ما يؤدي إيضا إلى انخفاض العائدات من الإعلانات
ولهذا يرى البعض أن المستقبل هو لنماذج تمويل مختلفة
واليوم يتم طرح سؤال آخر:
كيف يمكن تمويل الإعلام الالكتروني؟
المواقع الالكترونية التابعة للصحف، متاحة مجانا للقرّاء،
وهي أيضا، كما المطبوعة، لا تحقق عائدات كبيرة من الإعلانات.
وهذا لأن الإعلانات على الانترنت أرخص بكثير،
لكن الجهد التحريري هو نفس الجهد.
ومع إنشاء الناشرون للمواقع الالكترونية،
خلق هؤلاء متنافسين مع صحفهم المطبوعة ذاتها.
بروفسور كلاوس بك
محاضر في إقتصاد الإعلام في جامعة برلين الحرة
الإعلام الالكتروني يزداد شعبية، لماذا يصعب تمويله؟
أولا، يجب القول أنه ربما يعود نجاحهم
إلى الحرية التي يتمتعون بها.
ولهذا الناس لا تريد الدفع لهم
ويشكل هذا مشكلة كبيرة أمام تمويل الصحافة المهنية
لقد كانت الطريقة الأمثل
لتمويل الصحافة المهنية هي الإعلانات.
لكن الإعلانات لا تعمل جيدا في الفضاء الالكتروني
وذلك لأنها رخيصة جدا
لأن الجميع يعلم بأن تأثيرها محدود.
هذا صحيح أيضا للتلفزيون والإذاعة والصحف.
لكن الآن يمكننا قياس التأثير
ونحن نعرف أنها لا تعمل بشكل جيد
ولهذا فإن الأسعار منخفضة جدا، وبالتالي من الصعب
الحصول على مبالغ كافية مقابل الإعلانات.
ماذا عن طرق تمويل أخرى مثل تجنيد الأموال من الجمهور؟
اعتقد أن المواقع الخاصة بتجنيد الأموال من الجمهور
تواجه مشكلة، لأنها تعتمد كثيرا
على نجاح خبر أو مقال أو مساهمة
إذًا لكي يجندوا أموالا أكثر
عليهم إختيار مضامين تبيع جيدا
وهذه مشكلة من الناحية الصحفية
لأن هناك عامل تسويقي يؤثر على المحتوى.
حيث يجب أن أكتب باسلوب جيد لبيع المقال.
ربما يكون المقال مستقلا لكن هذا ليس واضح دائما.
إذًا أنت تعتمد بشكل كبير على الدفع
تدفع أكسل شبرنغر على وجه الخصوص باتجاه
نموذج الدفع مقابل المضمون. هل سينجح؟
غالبا نعم
لأنه حتى لو لم يكن الإعلان هو الطريقة الأفضل
لتمويل الصحافة ذات الجودة، على المستخدمين ادراك
أن عليهم الدفع مقابل الحصول على مضامين صحفية
كما كانوا يفعلون قبل مئات السنين
منذ تأسيس الصحافة المطبوعة.
والدفع مقابل المضمون سيكون غالبا
النموذج الأمثل في المستقبل.
OWNERSHIP STRUCTURE
مبنى الملكية
من العوامل التي يمكنها تهديد حرية الصحافة
هي تركيز الملكية، ومن العوامل التي يمكنها
تهديد دور الصحافة كناقلة للمعلومات،
هي استغلالها من قبل رؤس الاموال التي تملكها
لهذا، من الضروري أن ننظر إلى من يملك الإعلام
وما هي نسبة ملكيته
.
ما عدا محطات البث العام،
وبعض المحطات التابعة لمبادرات محلية مدنية،
جميع وسائل الإعلام الألمانية تابعة لشركات خاصة.
وغالبية هذه الشركات هي شركات لاعبة على مستوى دولي.
ولكن، خلافا لدول غربية أخرى،
غالبية هذه الشركات تركز استثماراتها
في مجال الإعلام ولا تعمل في مجالات أخرى.
برتلسمان: هي أكبر شركة إعلامية في ألمانيا
حيث يبلغ حجم إيراداتها ١٦ مليارد يورو،
ما يجعلها تاسع أكبر شركة إعلام في العالم.
تعمل برتلسمان على نطاق عالمي
وتملك مجموعة قنوات RTL ودار النشر Randomhouse
والمؤسسات الإعلامية STERNو BRIGITTE،
وكذلك مجموعة إدارة الحقوق الموسيقية BMG
وشركة خدمات العملاء Arvato.
في ألمانيا، تملك برتلسمان مجموعة RTL،
وهي مجموعة من القنوات الخاصة والتي تشكل ٢٥٪ من حجم السوق الإعلامي.
وهي تملك أيضا ثاني أكبر دار نشر
في أوروبا Gruner + Jahr GmbH
والتي تشمل منشوراتها المجلة الاسبوعية
الشهيرة Stern والمجلة النسائية Brigitte.
Gruner + Jahr تمتلك أيضا
٢٥٪ من الصحيفة الأسبوعية “دير شبيغل”.
شركة برتلسمان في الأصل هي شركة عائلية،
تملكها عائلة “مون”.
لا زالت تملك عائلة “مون” ١٩.١٪ من الأسهم.
ويمثل كريستوف مون،
الجيل السادس منذ تأسيس الشركة عام ١٨٣٥
، وهو يرأس حاليا المجلس الإشرافي.
والدته، ليز مون، هي أيضا عضو في المجلس الإشرافي،
وكذلك رئيسة مجلس إدارة “مؤسسة برتلسمان”،
والتي تملك ٧٧.٦٪ إضافية من الأسهم.
أما الشركة النشطة “أكسل شبرينغر” تطمح
لتصبح شركة كبيرة متعددة الجنسيات،
وعابرة لوسائل الإعلام.
تقليديا ركزت شبرينغر على الصحافة،
ولديها سمعة بأن خطها الصحفي محافظ
وقريب من الولايات المتحدة،
الأمر الذي أثار جدلا في الماضي.
ومن إصداراتها الشهيرة، الصحيفة الصفراء Die Bild
والصحيفة القُطرية Die Welt.
وتقوم شبرينغر مؤخرا في الاستثمار في الإعلام الالكتروني،
وتشكل إحدى القوى الهامة في الدفع نحو
نماذج تجارية جديدة في الصحافة الالكترونية.
الشخصيات المركزية في أكسل شبرنغر
فريدي شبرينغر: هي أرملة مؤسس الشركة،
وتعتبر أهم شخصية تقف وراء الشركة.
تملك ٥١.٣٥٪ من أسهم الشركة بشكل غير مباشر،
ولذلك فهي تشغل منصب رئيسة المجلس الإشرافي للشركة.
كان لها تأثير كبير على تطوير الشركة خلال التسعينات،
وهي من قام عام ٢٠٠٢ بتعيين
المدير التنفيذي الحالي للشركة، ماثياس دوفنر.
ماثياس دوفنر: هو المحرر المسؤول لصحيفة Die Welt
التي تصدرها شبرينغر، وقد انقذ الشركة من أزمتها
من خلال قيامه بتغييرات استراتيجية كبيرة.
عادة ما يظهر دوفنر في برامج حوارية، وتصريحات صحفية،
ويقوم بعرض رؤيته السياسية بشكل صريح.
شهدت ProSiebenSat. 1 AG في السنوات الأخيرة
العديد من التغييرات في الملكية
لكنها لا زالت تعتبر ثاني أكبر شركة تلفزيون في أوروبا
تملك الشركة ٢٠٪ من التلفزيون الألماني ويتركز نشاطها
في المحطات غير المشفرة مثل ProSieben و Sat 1
وتعتمد بشكل كبير على برامج الترفيه
يتركز غالبية نشاط فانك ميدينغروب في الصحافة المناطقية،
والتي تعتبر تقليديا، قوية في ألمانيا.
تملك الشركة ٢٧
صحيفة مناطقية تصدر يوميا، وعدد آخر من المجلات والمنشورات.
وقد وقعت الشركة مؤخرا تحت ضغوطات اقتصادية كبيرة
مما اضطرها لاغلاق قسم تحرير كامل
للصحيفة اليومية Westfälische Rundschau
لا زالت هذه الصحيفة تصدر،
لكن يتم انتاج محتواها في أقسام تحرير
تابعة لصحف أخرى تصدرها الشركة
بالإضافة هناك أيضا، مجموعة WAZ،
ومجموعة Hubert-Burda، ومجموعة Georg-von-Holtzbrinck،
و M. Dumont-Schauberg وهي جميعها مجموعات
لديها استثمارات في عدة وسائل إعلام،
ولديها أثر كبير على المشهد الإعلامي في ألمانيا.
وعلى الرغم من هذا، لا زال هناك نماذج أخرى
لإدارة وتشغيل وسائل الإعلام عدا النموذج الرأسمالي.
مقابلة مع كوني غيلنبك من الصحيفة الوطنية Taz
حول نموذج التمويل التعاوني
–
كوني غلينبك
صحيفة Taz
لدينا حتى الآن ١٥٠٠٠ عضو تعاوني
كل عضو يمنحنا ٥٠٠ يورو
يمكنه او يمكنها تقسيم المبلغ على ٢٠ دفعة
وخاصية هذا النموذج أن كل شخص ينضم للتعاونية،
يملك صوتا واحدا بغض النظر عن المبلغ الذي دفعه
لدينا نوعان من الأعضاء: العمال وهم هنا،
والأعضاء في الخارج وهؤلاء فقط يمنحونا المال.
وهنا يوجد فرق كبير في كيفية الحفاظ
على الاستقلالية ممن يمنحوك المال
لا توجد للأعضاء في الخارج
أي سلطة على مضامين الصحيفة
تركيز الملكية
أما بالنسبة لتركيز الملكية، فمن الواضح
أن الشركات الكبيرة هي من يهيمن على السوق.
فكما ذكرنا سابقا، تتوزع ملكية المحطات التلفزيونية
بين البث العام والاحتكار الثنائي ل RTL و ProSiebenSAT1
ويمكن أيضا ملاحظة تركيز الملكية أيضا
في سوق الصحافة المطبوعة.
هناك ١٠ شركات تمتلك ٦٠٪ من
سوق الصحف المناطقية اليومية في ألمانيا.
وهذا إشكالي، خاصة لأن في ٤٤٪ من المناطق،
تصدر صحيفة يومية واحدة فقط.
واصبحت الشركات تحتكر الاصدارات المناطقية.
أما الصحف الصفراء فغالبيتها تحت سيطرة أكسل شبرينغر
حيث تبلغ نسبتها في السوق ٧٩٪.
JOURNALISM & HOW TO BECOME A JOURNALIST
الصحافة وكيف تصبح صحفيا
مهنة الصحافة هي مهنة غير محمية في ألمانيا
وتعتبر مفتوحة للجميع.
ببساطة، يمكن لكل من يرغب أن يطلق على نفسه صحفي.
هناك بعض الهيئات مثل “إتحاد الصحفيين الألمان”
والتي تقوم بإصدار بطاقات صحفية
لمن يقدم إثبات بالعمل مع وسائل إعلام.
لكن، عدا عن أن هذه البطاقة تسهّل الدخول لمؤتمرات صحفية،
لا تمنح صاحبها أي مكانة قانونية خاصة.
ووفق دراسة أجريت مؤخرا اعتمدت على معطيات إحصائية،
لتوصيف الصحفي النموذجي في ألمانيا:
الصحفي النموذجي الألماني يبلغ من العمر ٤١ عاما،
وينتمي إلى الطبقة الوسطى، حاصل على شهادة جامعية،
يعمل في الصحافة، ويعيش في علاقة ملتزمة،
ويجني ٢٣٠٠ يورو شهريا.
وفي الواقع، الرجال هم من يهيمنون على مهنة الصحافة.
ورغم أنه بين صفوف الصحفيين الصغار، نسبة النساء أكبر،
لكن تزداد نسبة الرجال كلما ارتفع الجيل.
غالبية الوظائف العليا يشغلها رجال،
وتحصل النساء على أجر أقل بكثير من أجر الرجال.
تعود أسباب ذلك إلى العقبات غير المرئية
أمام تمثيل النساء في الوظائف العليا،
ولكن أيضا تحصل النساء على مقابل مادي أقل،
مقارنة بما يتلقاه الرجل مقابل نفس الوظيفة.
هناك ازدياد في متوسط عمر الصحفي الألماني،
معظمهم ما بين ٣٦ و ٤٥
عاما، بينما ثلثهم فقط تقل أعمارهم عن ٣٦.
ويبدو أن الأزمة في الإعلام تبعد الكثيرين عن امتهان الصحافة.
أما الذين ينضمون إلى عالم الصحافة،
نجد بينهم فروقات في خلفيتهم التعليمية.
هناك قلة قليلة من الصحفيين الألمان
الذين درسوا الصحافة في الجامعة.
ولكن غالبيتهم حاصلون على شهادة جامعية، وقد أدّوا فترة تدريبية
رودلف بورش
نائب مدير أكاديمية أكسل شبرنغر
ما هي مميزات مدرسة صحافة مثل أكاديمية أكسل شبرنغر؟
نحن نحمل توجه السوق الشامل
وليس التوجه الأكاديمي
إذا كنت معنيا بالتوجه الأكاديمي عليك الذهاب إلى الجامعة
أما إذا كنت معنيا بالصحافة العملية،
فهذا يعني السوق الشامل، وهو التوجه المتعلق بالجماهير،
نحن نوفر تعليم متعدد المجالات الإعلامية والصحفية.
نتحدث عن صحافة متعددة المجالات الإعلامية
والتي أثبتت نفسها
هذا يعني أننا لا نعمل وفق “الفن من أجل الفن”،
أي فقط من أجل التدريب المهني
بل من أجل السوق
ونحن نثبت أثر الجودة التي نقدمها على الانترنت وعلى السوق
هناك عدد هائل من مدارس الصحافة الخاصة،
أشهرها كلية هنري نانن في هامبورغ،
وكلية الصحافة الألمانية في ميونخ،
وآكاديمية أكسل شبرنغر في برلين.
غالبية الصحفيين الألمان يعملون في الصحف المطبوعة.
ثلثهم يعمل في محطات التلفزيون والراديو.
ربعهم يكتب لمجلات. ويتوزع الباقي
على الإعلام الالكتروني، وكالات الأنباء وصحف الإعلانات.
لقد ازداد عبء العمل على الصحفيين في الأعوام الأخيرة.
تتطلب الضغوطات الإقتصادية والتطورات التكنولوجية
مجموعة واسعة من المهارات
والمزيد من الوقت لتنفيذ مهام إضافية.
وهناك أيضا ظاهرة أخرى، وهي الميل لتشغيل عدد أكبر
من الصحفيين المستقلين (فري لانس)،
على حساب موظفين ثابتين.
رودلف بورش
نائب مدير أكاديمية أكسل شبرنغر
ما هي المهارات المطلوبة للصحافة الحديثة؟
للوهلة الأولى تبدو الإجابة سهلة جدا
المهارات التي تحتاجها هي تقنيات الفيديو،
الملفات الصوتية واستخدام الانترنت
لكن بصراحة، الإجابة ليست بهذه السهولة
أنت فعلا بحاجة إلى هذه المهارات
ويمكن تعلمها خلال بضعة أسابيع
هذا سهل
ولكن بعدها أنت بحاجة لفهم جمهورك
ما الفرق؟
الفرق ليس بين فيديو وآخر
وإنما الفرق بين فيديو يشاهد على شاشة
وفيديو على شاشة في محطة أو على حاسوب
أو فيديو يشاهد من خلال شاشة الهاتف المحمول
وهنا الفرق الكبير
كلاهما شريط فيديو ولكن هناك فرق كبير جدا
أولا من حيث التقنيات المستخدمة
وثانيا من حيث توقعات جمهورك
أي أنه بالنسبة للسؤال عن المهارات
يجب أولا تعلم التقنيات، ثم دراسة جمهورك
يجب أن تستشف ماذا يريد جمهورك
وما هي الأمور التي يحتاجها
والأمر الثالث هو: كن صحفيًا، إبق صحفيًا،
لأن مهمة الصحفي الأساسية هي توفير المعلومات للناس
معلومات موثوقة، حديثة وآنية، هم بحاجة إليها
هذه الوظيفة لم تتغير
لا زالت هي ذاتها منذ مئات الأعوام
أو بكلمات أخرى، وكما قالت مرة جيرترود شتاين:
وردة هي وردة هي وردة
وأنا أقول: قصة هي قصة هي قصة
وهذا لم يتغير منذ شكسبير
لكن الذي تغير، هو كيف تخبر القصة
يدل مصطلح صحافة المواطن على ظاهرة نشر المحتوى
خارج إطار مؤسسات الصحافة المهنية.
وعادة ما ينظر إلى ذلك كوسيلة لتجاوز
القيود السياسية في وسائل الإعلام.
وفي ألمانيا، أصبح مجال مراقبة وسائل الإعلام أكثر قوة.
العديد من الصحفيين والشخصيات العامة قامت
باستخدام المدونات لنشر ملاحظاتها
حول خطاب وسائل الإعلام المركزية
أو مناقشة مشكلات أخلاقية.
وربما تكون مدّونة BILD Blog من أبرز الأمثلة،
حيث تقوم بالكشف عن أخطاء في التغطية الإخبارية
لأهم الصحف والمواقع الألمانية.
ولكن عدا عن بعض هذه المدونات،
فإن مجال التدوين لم يتطور كثيرا في ألمانيا حتى الآن.
SOCIAL MEDIA
الإعلام الاجتماعي
ما هي وسائل الإعلام الاجتماعي التي تستخدمها؟
لا أستخدم كثيرا وسائل التواصل الاجتماعي. استخدم فيسبوك.
استخدم فيسبوك وهذا هو.
لا استخدم تويتر أو وسائل مشابهة.
بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي،
يختلف الألمان عن مجتمعات أخرى
بحيث لا يبدون حماسة لاستخدامها.
ويعتبر الفيسبوك، الشبكة الأكثر استخداما بين الألمان،
حيث يستخدمه أكثر من ٥٠٪ من مستخدمي الانترنت.
لكن بالنسبة لمجتمعات أوروبية أخرى،
يعتبر هذا الرقم منخفضا.
والسبب الرئيسي في استخدام الفيسبوك،
هو للتواصل مع الأصدقاء والعائلة،
أكثر منه للحصول على المعلومات.
والتويتر أيضا، لا يتم استخدامه بشكل كبير،
ولا يلعب دورا هاما.
ما الذي يزعجك في وسائل التواصل الاجتماعي؟
أن فيسبوك تقوم بجمع الكثير من المعلومات عنا.
وهذا مقلق.
أن الناس لم تعد تتحدث مع بعضها كثيرا.
يتراسلون عبر الرسائل القصيرة بدل أن يلتقوا
أن المعلومات الشخصية موجودة على الانترنت،
ويمكن لأي شخص أن يطلع عليها
وأنها ستبقى هناك إلى الأبد ولا تعلم ما الذي سيحصل
إن ما يميز ألمانيا، هو التشكيك في وسائل التواصل الاجتماعي.
وفق استطلاع للرأي، ٥٨٪ من الألمان
لا يثقون بوسائل التواصل الاجتماعي.
وتعود الأسباب إلى الآمان الرقمي
والقلق من انتهاك الخصوصية.
ما يقلق الناس، ليس فقط سياسة فيسبوك
في جمع أكبر كم من المعلومات عن المستخدمين،
ولكن أيضا التخوف من تسريب معلومات خاصة
يمكنها أن تمس بعملهم أو حياتهم الشخصية.
وتدل دراسة أجريت عام ٢٠١٣،
أن هناك تحفظ عام من استخدام هذه المواقع،
حيث لا يرى٧٤٪ من الألمان الذين لا يستخدمون الفيسبوك،
أي حاجة لاستخدامه.
لا استخدم أي من وسائل التواصل الاجتماعي
لأني أرى أنها إضاعة للوقت
وأيضا لأنني لست واثقة من هو الذي يراقب حاسوبي
OUTRO
من قبل فيسبوك
نأمل أن يكون هذا الفيلم قد ساعدكم
على فهم النظام الإعلامي في ألمانيا.
وطبعا، هناك المزيد من القضايا التي يمكن الحديث عنها.
ندعوكم للاطلاع على المرجعيات الأدبية
التي نوفرها لكم على موقعنا الالكتروني.
وربما ترغبون في اختبار معلوماتكم
من خلال الاختبارات القصيرة على موقعنا.
كما ونقترح عليكم مشاهدة الافلام الأخرى
عن النظام الإعلامي في العراق أو لبنان أو غيرها،
والتي تمكنكم من المقارنة بين النظم المختلفة.
يهمنا كذلك سماع ملاحظاتكم ومقترحاتكم.
فلا تترددوا في التواصل معنا!
مع السلامة وإلى اللقاء.